Parenting - Motherhood - Mom guilt Parenting - Motherhood - Mom guilt

مرحلة شعور الأم بالذنب

اكتشفت الخطين ذوي اللون الأزرق، حين كنت أقوم بأعمال الصنفرة وطلاء منزلنا الجديد. معنى ذلك أنني استنشقت جزئيات الطلاء القديم والذي ربما كان سامًا، بعد ذلك امتلأت رئتي بأبخرة الطلاء الزيتي. كما أنني متأكدة من أنني أكلت الجبن الطري في الشهر الماضي. وهكذا بدأت رحلتي مع مرحلة ""شعور الأم بالذنب"".

بالنسبة للعديد من النساء، يبدأ شعور الأم بالذنب في اللحظة التي يتم فيها تأكيد الحمل. إذًا ما سبب هذه المشاعر؟ لماذا، بالإضافة إلى كل المشاعر الأخرى التي تمر بها الأم الجديدة، يتبعنا الشعور بالذنب خلال رحلتنا للأمومة يتمثل جزء كبير من مشكلة الشعور بالذنب في عدم الشعور بحب الأم الفوري غير المشروط الذي كنت تتوقعينه. على الرغم من أن معظم النساء يشعرن بالارتباط الفوري عند ولادة أطفالهن، لا يشعر الكثير منهن بذلك الحب.

توقعات غير واقعية

تُعد التوقعات غير الواقعية جزءًا كبيرًا من مشكلة الشعور بالذنب. تتوقع النساء اللائي نجحن في حياتهن المهنية والحياة عمومًا قبل الأمومة أنهن ’سينجحن‘ كأمهات. أحيانًا تكون التقلبات الطبيعية في الأمومة كافية لزعزعة ثقتهم.

تقول سالي، وهي أم لطفل: ""حصلت على وظيفة جيدة في القطاع المصرفي قبل أن أصبح أمًا، وكنت متفوقة في ذلك"" وتشرح سالي ""أنا شخصية تحب الفصل الواضح بين الصواب والخطأ، وبما أن الأمومة مليئة بالمناطق غير الواضحة، فإنها غالبًا ما تجعلني في حيرة من أمري وأتساءل عن اختياراتي.""

يمكن لأساطير الأمومة إضافة هذا الارتباك والضغط إليها. تشير بعض أكثر الأسباب شيوعًا إلى أن الأطفال ’الجيدين‘ ينامون طوال الليل، وأن الأمهات ""الجيدين"" ينجبن أطفالًا ""جيدين"" وأن الأمهات يجب أن يعرفن غريزيًا ما يريده طفلهن منذ الولادة.

عندما لا نستطيع أن نرتقي إلى مستوى هذه التوقعات المستحيلة، فلا شك أن نبدأ في الشعور بحتمية وجود خطأ أو شيئًا ينقصنا كأمهات، ويمكن أن يؤدي هذا بعد ذلك إلى الشعور بالفشل والذنب، ويمكن أن يكون له تأثير كبير على رفاهيتنا العاطفية.

تتحدث جولي آن بارنهيل، مؤلفة كتاب الأمومة: الذنب الذي يستمر في العطاء (Harvest House Publishers)، يناقش فخ لوم النفس بعبارة ’يجب أن‘ - كان يجب أن أبقى في المنزل، وكان يجب أن أكون منضبطة بشكل مختلف وأكثر ""أحيانًا نستجيب لعبارة يجب أن كما لو كانت وصايا مطلقة - ""أنت يجب""، و

""لا يجب عليك"". هذا النوع من التفكير يمكن أن يزيد من الشعور بالذنب.

تقول تانيا، وهي أم لأربعة أطفال: ""الشيء الرئيسي الذي يجعلني أشعر بالذنب، عندما أحتاج إلى وقت لنفسي""، وتضيف: ""أشعر أنه يتوجب علي التوقف عن شعور الحاجة إلى الوقت، ويجب أن استمتع بالبقاء مع أطفالي طوال اليوم كل يوم.""

إذًا من الذي قال لكِ يجب أن تفعلي هذا أو لا يجب أن تشعري بذلك؟ على الرغم من صعوبة العثور على الوقت، أحرصي على الاستمرار على ممارسة الرياضة وقضاء الوقت مع الأصدقاء، بدون طفلك، ولا تتحدثي عن العمل في موعد غرامي من وقت لآخر مع زوجك. وتخلصي من الشعور بالذنب لأن قضاء بعض الوقت لنفسك،

كما يقول الخبراء، يمكن أن يكون مفيدًا لك ولطفلك. من المهم لكل شخص أن يكون لديه متنفس وطريقة لإعادة شحن طاقته وتنشيطها، لتكوني أفضل أم قدر استطاعتك.

لذا انظري عن كثب إلى هذه التوقعات التي يمكن أن تظهر بسبب عائلتك أو ثقافتك، وفكري ما إذا كانت تعكس قيمتك الحقيقية. قد تناسبك ولكنها يمكنها تدميرك على حد السواء. اختاري ما يناسبك منها بالفعل، وتجاهلي ما لا يناسبك، رغم أن هذا التجاهل قد يقود إلى استنكار مجتمعك وعائلتك.

اختارت ماتابو تجاهل الضغط الخارجي عندما اتخذت قرارًا بتعليم ابنها النوم بمفرده منذ الصغر. أوضحت: ""أعلم أنها كانت الخطوة الصحيحة بالنسبة لجميع الأسرة، ولكن مع وجود حماة تناصر نوم الطفل مع الأم، والكثير من الأشخاص الراغبين في إخبارك بإحصاءات حول التأثير النفسي المدمر على بكاء الطفل بمفرده، يمكن لكل هذا ازعاجك ويزيد من صعوبة التمسك بالقرار.""

يشبه قرار العودة إلى العمل قرار نوم الطفل بمفرده، حيث جذب مجموعة من التوقعات من كل مكان وشخص.

تُعد عودة الأم إلى العمل أحد أكبر مسببات الشعور بالذنب والتي تواجهها بعض الأمهات الجدد.

تُعبر رغبتك في البقاء بالمنزل مع طفلك أمرًا مفهومًا، ولكن يقول الخبراء إن الأطفال قادرين على التكييف على نحو ملحوظ، إذ يمكنهم التأقلم والنمو في الظروف المختلفة للترتيبات العائلية.

تعتمد العديد من العائلات على دخل الزوجين، وهي الحقيقة السائدة خلال العشر سنوات الماضية وخصوصًا في العصر الحالي، نتيجة للظروف الاقتصادية. أفعل ما يناسب حياتك العائلية.

يعني القيام بالأمور الصحيحة في الغالب كسب ما يكفي من المال لتصبح قادرًا على شراء ملابس لأسرتك وتوفير منزل لهم وإطعامهم، ولكن عليك التأكد بصفتك أب أو أم أنك راض كل الرضا عن دورك بصفة شخصية.

تكون بعض الأمهات أمهات أفضل عندما يعملن بدوام جزئي أو كامل - فهذا يمنحهن متنفسًا وإحساسًا بالهدف داخل المنزل وخارجه، ويساعدهن على الشعور بالراحة.

تظهر بعض الأمهات بشكل أفضل عندما يعملن بدوام كامل أو جزئي، حيث يحصلن على متنفس وان لديهن هدف داخل المنزل وخارجه، إذ يساعدهم ذلك بالشعور بأنهن على المسار الصحيح. يخلق المسار الصحيح أبًا أو أمًا على نحو أفضل.

تحمل زوجك لبعض المسؤولية لا يعني ضرورة شعورك بالذنب. يمكن لتقاسم مهمة تربية الطفل بينك وبين زوجك، إذا كان لديك زوج، أو طلب المساعدة من أصدقائك أو عائلتك، أن يسهل الأمور عليك للاسترخاء والاستمتاع بكونك أمًا.

وقت التخلص من الشعور بالذنب

تُعد مرحلة الانتقال إلى الأمومة وقت التغيير الرائع. استعدي لهذه المرحلة الانتقالية من خلال التشاور مع زوجك حول أي نوع من الأبوين تريدان أن تصبحا. كوني واقعية حيال ما سيمكنك القيام به، وأقبلي المساعدة من الآخرين بدلًا من إدارة كل شيء بنفسك. والأهم من ذلك ""ضعي نفسك على رأس قائمة الأولويات"". فالاعتناء بنفسك يعني الاعتناء بطفلك!""

""سيظل الشعور بالذنب دائمًا جزءًا من تجربة الأمومة، ولكن لا يجب ألا يُسيطر عليها."" - جولي آن بارنهيل

السيطرة على شعور الأم بالذنب

لا يمكن تخطي شعور الأم بالذنب أو التخفيف منه، ولكن توجد عدة أساليب للسيطرة على هذه المشاعر الصعب لدى الشعور بها. فيما يلي بعض الاقتراحات:

• الاعتراف بعدم إمكانية القيام بجميع المهام بمفردك. تذكري أن لا أحد يستطيع ذلك!

• عند التفكير في ضرورة القيام بالأمر بنفسك، اسألي نفسك ""من ألزمني بذلك؟""

• اسمحي لنفسك أن تتجاوز هذا الشعور!

• عندما تشعرين بالإرهاق بسبب الشعور بالذنب، خذِي نفسًا عميقًا وحاولِ وضع الأمور في نصابها.

• سامحي نفسك، إذ تحرري من الشعور الذي ينتابك حيال عدم تحقيقك لما ينبغي فعله كونك أمًا.

• امدحي أمًا أخرى - ابحثي عن فرص لتخفيف شعور شخص آخر بالذنب!

""لا يوجد أم قادرة على القيام بجميع المهام فجميعنا نتعامل مع نهايات مفتوحة حين يتعلق الأمر بالأمومة وأطفالنا. يتمركز الأمر برمته حول قدرة بعضنا على التظاهر جيداً، هذا كل ما في الأمر."" - جولي آن بارنهيل

اهتمي بنفسك

يُعد العثور على مئات الأعذار لعدم إيجاد وقت لنفسك أمرًا سهلًا، وعلى النقيض يبدو الأمر مدهشًا حيث تحليك بمزيد من الصبر وحصولك على المزيد من الطاقة عند تربية الطفل. نقدم لك بعض الأفكار لبدء الاعتناء بنفسك:

• اتركي الأطفال مع شخص آخر لمدة نصف ساعة واحصلي على حمام هادئ دون إزعاج!

• استمعي إلى موسيقاك المفضلة. سواء كان ذلك للاسترخاء أو للرقص في الصالة - الأمر غير مهم!

• مارسي نشاطًا بدنيًا! أيًا كانت طريقتك المفضلة في ممارسة الأنشطة البدنية (السباحة أو الجري أو التمرين في صالة رياضية أو الرقص أو غيرها) خصصي ببعض الوقت لتمرين بدنك واسترخاء عقلك.

• فللاطلاع على قائمة كتب جولي آن بارنهيل:

• أضحكي! سواء كان ذلك بسبب فيلم أو رسمة هزلية أو نكتة، اضحكي من أعماق قلبك، فهذا هو بالفعل أفضل علاج!

ملاحظة: يمكن للشعور بالذنب أحيانًا أن يكون جزءًا من اكتئاب ما بعد الولادة. إذا كنت قلقة، فاطلبي المشورة الطبية.

للاطلاع على قائمة كتب جولي آن بارنهيل:

قائمة كتب جولي آن بارنهيل

لمزيد من المعلومات الأمومةأو تربية الأطفال

EmptyView